أصبح فريق آرسنال الانجليزي لكرة القدم بلاعبيه الشباب يتقدم بقية الفرق المنافسة في حقبة جديدة من بطولة دوري أبطال أوروبا بعد الخروج المبكر لاكثر من فريقين ناجحين في تاريخ البطولة ، ريال مدريد الاسباني وآيه سي ميلان الايطالي.
ولخصت صحيفة "إنديبيندنت" البريطانية الموقف الحالي بدوري الابطال بعنوانيها "ميلان ينوح على رحيل أساطيره" و"ريال مدريد يواجه الانهيار".
وجاء هذا التغيير على يد النجم الاسباني الشاب سيسك فابريجاس /20 عاما/ الذي سجل الهدف الاول لارسنال يوم الثلاثاء الماضي في استاد "سان سيرو" بميلانو ليقود آرسنال لتحقيق فوز تاريخي 2/ صفر أمام فريق ميلان المسن.
وبعد مرور 24 ساعة فقط على خروج ميلان ، نجح فريق روما المتحفز في التغلب على ريال مدريد الاسباني 2/1 في معقله "استاديو بيرنابيو" ، مما كان دليلا واضحا على أن فريق ريال مدريد يحتاج لاصلاحات أكثر بكثير من مجرد التخلص من جيل العمالقة "جالاكتيكوس" ، زين الدين زيدان ورونالدو وديفيد بيكهام.
وفي الوقت الذي لم يعد أمام ريال مدريد وميلان ، اللذين فازا سويا ب16 لقبا في دوري الابطال ، سوى متابعة بقية منافسات البطولة الاوروبية من خارج الملعب ، إنضم إلى آرسنال في دور الثمانية بالبطولة مواطناه مانشستر يونايتد وتشيلسي وروما وبرشلونة الاسباني وشالكه الالماني وفناربخشة التركي.
ويمكن لانجلترا أن تستحوذ على نصف مقاعد دور الثمانية في دوري الابطال إذا نجح ليفربول في استغلال فوزه 2/ صفر في مباراة الذهاب أمام إنتر ميلان الايطالي عندما يلتقي الفريقان في مباراة العودة يوم الثلاثاء المقبل بميلانو.
لذلك لم يكن من الغريب أن تعرب الفرق الانجليزية عن أملها في تجنب بعضها البعض في قرعة دور الثمانية بالبطولة الاوروبية التي ستجرى يوم الجمعة المقبل.
حيث قال جون تيري قائد فريق تشيلسي معلقا على بقية فرق إنجلترا بدوري الابطال "كلها فرق رائعة تستطيع تمرير الكرة جيدا وتطويع أسلوب لعبها مع أي فريق آخر في العالم. وآمل أن نتجنب مواجهة أحدها في الدور التالي ولكن إذا أوقعتنا القرعة في مواجهة فريق إنجليزي فسيكون علينا أن نهزمه".
وكان مانشستر يونايتد قد أحرز لقب دوري الابطال عام 1999 ، ثم أحرزه ليفربول عام 2005 . بينما وصل آرسنال لنهائي البطولة عام 2006 . والان يأمل تشيلسي في اتخاذ الخطوة الحاسمة نحو نهائي دوري الابطال بعدما خرج من الدور قبل النهائي للبطولة في عامي 2005 و2007 على يد ليفربول.
وقال تيري "لقد أضعنا فرصتنا في هذه البطولة في مرات قليلة. والان نريد القيام بالخطوة الاخيرة ووضع أيدينا على كأس البطولة".
ولكن الحق أن فريق آرسنال بقيادة مدربه الفرنسي آرسين فينجر كان الفريق الانجليزي الوحيد الذي نال الاشادة من أصدقائه وأعدائه عبر القارة الاوروبية بفضل أدائه الراقي.
وقال فابريجاس "يجب أن نفخر بما حققناه ، فقد ذهبنا لتحية جمهورنا لنجد بعض جماهير ميلان تصفق لنا هي الاخرى. كان من الواضح أنهم معجبون بهذا النوع من كرة القدم وأنهم يرون أننا لعبنا جيدا".
وأضاف اللاعب الاسباني "لقد قال لنا لاعبو ميلان: لقد أديتم عملا جيدا ونأمل أن يحالفكم الحظ في إحراز اللقب. لقد أصبحوا يكنون لنا احتراما كبيرا الان في إيطاليا".
ويأتي فوز آرسنال الاخير بعد أقل من 12 شهرا على آخر عرض راقي حقيقي يقدمه ميلان عندما تغلب على مانشستر يونايتد 3/ صفر في الدور قبل النهائي لدوري الابطال بالموسم الماضي.
ويأمل ميلان الان في اكتساب لاعبه البرازيلي الصاعد ألكسندر باتو المزيد من الثبات في الاداء وأن يستعيد نجمه البرازيلي الاخر كاكا الفائز حديثا بلقب أفضل لاعب في العالم لمستوى أدائه المعهود.
ولكن في الوقت نفسه ، يلعب قائد ميلان باولو مالديني حاليا في موسمه الاخير قبل الاعتزال ، أما مهاجمه المخضرم فيليبو إنزاجي فسيكمل عامه ال35 هذا العام.
وسيبتعد مهاجم الفريق البرازيلي رونالدو /31 عاما/ عن الملاعب لنهاية العام بسبب الاصابة. أما المهاجم ألبرتو جيلاردينو فقد فشل حتى الان في تقديم المنتظر منه.
أما قائمة المرشحين للانضمام إلى ميلان الان فتضم مهاجم تشيلسي ومتنخب كوت ديفوار ديدييه دروجبا الذي سيكمل عامه الثلاثين هذا الاسبوع ، ومدافع برشلونة ومنتخب إيطاليا جانلوكا زامبروتا البالغ من العمر 31 عاما.
وبينما يصارع ميلان حاليا لحجز مكان له بدوري الابطال في الموسم المقبل مع احتلاله المركز الخامس حاليا بترتيب الدوري الايطالي ، فإن ريال مدريد واثق من المشاركة في البطولة الاوروبية بالموسم المقبل مع تصدره حاليا ترتيب الدوري الاسباني لهذا الموسم.
ويمكن للنادي الملكي أن يعوض خروجه المبكر من دوري الابطال بالحفاظ على لقبه بالدوري الاسباني.
وقال راؤول جونزاليس قائد الفريق "لدينا مباراة بالدوري الاسباني هذا السبت يجب أن نفكر فيها. إننا متقدمون بفارق خمس نقاط ويجب أن نحافظ على هذا الفارق".
وكان ريال مدريد قد ضم لصفوفه عددا من المواهب الجديدة في الصيف الماضي مثل الهولندي المصاب حاليا آريين روبن ومواطنه رويستون درينثي وروبينيو الذي يقدم حاليا أفضل مواسمه حتى الان بالنادي الملكي.
ولكن الخروج من دور ال16 لدوري الابطال للمرة الرابعة على التوالي أثبت أن ريال مدريد بقيادة مدربه الالماني بيرند شوستر يحتاج إلى المزيد من الدماء الجيدة بصفوفه حتى يتمكن من تحسين وضعه الحالي على المستوى الاوروبي. حيث جاء تاسع وآخر لقب أحرزه ريال مدريد حتى الان بدوري الابطال قبل ستة أعوام في 2002 .
وقال راؤول "أردنا رد ولو جزء من هيبتنا الاوروبية. كان ذلك واحدا من أهم أهدافنا ، ولكنه لم يتحقق وحسب".