سلسلة حلقات " طريق الحياة إلى النهاية "

بحول الله تعالى .. سيتم سرد " سلسلة طريق الحياة إلى النهاية " في هذه الصفحة .. وسيتم طرحها في صورة حلقات ..

والحقيقة أنه لا يمكنني تخصيص يوم معين لطرح الحلقات .. نظراً لارتباطاتي الأسرية والعملية .. لكن الله يعينا على تجميعها

وكتابتها .. والله يعينكم و ينفعكم بقراءتها .. هذه السلسلة من الحلقات معنية بطريق الحياة أجمع إلى نهايتها .. وسأشرع بالبعث

ويليه الروح والموت وعذاب القبر و البرزخ و أشراط الساعة و يوم الحشر ونعيم الجنة وعذاب النار ... حتى الخلود .. إما

في الجنة أو في النار .. أعاذنا الله وإياكم من عذابها وسمومها وزفيرها ..

توكلنا على الله ...

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد ابن عبدالله المصطفى الهادي الأمين وعلى آله وصحبه ومن دعى بدعوته وأستن

بهداه إلى يوم الدين ،،

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل ..

اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبينا محمد وعبادك الصالحين ، ونعوذ بك من شر ما أستعاذك منه نبينا

محمد وعباده الصالحين .. الذين أعدوا للأمر عدته فأسهروا ليلهم وأتعبوا نهارهم .. وجدوا في الأمر " جد "

والحياة قصيرة والعمر محدود .. والخلود إما في الجنة وإما في النار ..

اللهم إنا نسألك الجنة .. اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة .. اللهم إنا نسألك مصاحبة نبيك صلى الله عليه وسلم في الجنة ..

روي عن الشيخ الفاضل عمر الأشقر عندما كان طالب للعلم في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .. فقال : كنت أدرس

العقيدة وشعرت بأن هناك شيءً ناقصاً .. فسألت العلماء .. فقلت أنا أدرس العقيدة معكم وأتعمق معكم فيها أعلمها ولكن لا

أشعرها .. ثم سالت واحد من أكير العلماء .. فقال لي : استمر في القراءة وستصل .. يقول استمررت في القراءة ولم أصل ..

ثم وقعت في يوم من الأيام على كلام للشيخ الإسلام الجليل أبن تيمية رحمة الله .. يقول : هذا الذي نطرحه ونتحدث عنه في

هذة الكتب التي تتكلم عن العقيد إنما هو قواعد في العقيدة وليست العقيدة .. وإنما العقيدة إذا أردت أن تعرفها حق المعرفة

وأدرت أن تستشعرها فعليك بالقرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم .. هذا هو المصدر الحقيقي للعقيدة الصحيحة وللإستشعار بالعقيدة ..

ولنصل لمعنى الإيمان ونأصله في قلوبنا .. فلا يقوم الإيمان إلا بأركانه .. وكان دائما ً التركيز على " يؤمنون بالله واليوم

الآخر " يؤمنون بالله واليوم الآخر " .. فالإيمان باليوم الآخر هو ركيزة أساسية لتحصين قلب المؤمن بالإيمان ..

.................................

الحلقة الأولى ( البعث )

جاء في القرآن الكريم عن من ينكر البعث بتلبيس من أبليس لعنة الله .. ( ايعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً

وعظاماً أنكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ) وأيات أخرى

كثير .. فجاء القرآن ليرد بالمنطق والحجة والدليل والبرهان والإعجاز الذي لا يجارى .. بأسلوب يفهمه الفيلسوف ويفهمه

العامي .. جاء الرد الحاسم للمنكرين الذين ينكرون الآخرة والبعث ( ايحسب الإنسان أن يترك سدى ) البديل لذلك أن تكون

حياة الإنسان بلا هدف بلا غاية " سدى " .. ( ألم يك نطفة من مني يمنى ) ( ثم كان علقة فخلق فسوى ) ( فجعل منه

الزوجين الذكر والأنثى ) الذي جعل الإنسان يتدرج من نطفة حتى يصل إلى هذه الدرجة السامية من الخلق .. ( اليس ذلك
بقادر على أن يحيي الموتى ) سبحانه ..

وينقل لنا القرآن هذا الرد على هذا الإنكار بآيات أخرى جليلات .. ( وقالوا أئذا كنا عظاماً و رفاتاً أئنا لمبعثون خلقاً جديدا )

( قل كونوا حجاة أو حديدا أو خلقاً مما يكبر في صدوركم ) أي كونوا من المخلوقات التي لا تفنى بالنسبة لكم .. ( فسيقولون من يعيدنا )

( قل الذي فطركم أول مرة ) ( فسينغضون إليك رؤوسهم ) ( ويقولون متى هو ) ( قل عسى أن يكون قريبا يوم يدعوكم

فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ) .. والرد يدور حول قضية بسيطة ( أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا )

الذي خلقك ولم تكن شيئاً " نطفة " من مني .. هذا الحيوان المنوي الذي هو في نطفة صغير تحتوي على 250 مليون حيوان

منوي .. هل كان شيئاً هذا الإنسان ؟ .. نطفة وبويضة ! .. الذي أستطاع أن يجمع هذا الحيوان وهذه النطفة فيجعل منها هذا

الإنسان بكل خلقة وعقله وعلمه .. أليس بقادر على أن يخلقة مرة أخرى ؟ .. ( أولم يرى الإنسان أنا خلقناه من نطفه )

( فإذا هو خصيم مبين ) يجادل !.. الله ما خلقني !.. لا توجد جنة ! .. لا يوجد نار ! .. لا توجد آخرة ! .. يجادل ! خصيم ..

ويستعمل المنطق والحجج والبرهان ! .. ( وضرب لنا مثلاً ونسي خلقة ) .. لما جاء الكافر إلى النبي صلى الله عليه وسلم

وأخذ عظام أنسان ميت إهترأت فأخذها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفتتها حتى صارت فتاتاُ ثم قذفها في وجه النبي صلى

الله عليه وسلم وهو يقول من يحيي هذه بهد أن تفتتت .. ( من يحيي العظام وهي رميم ) ( قل يحييها من أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ) سبحانه ...

ويضرب الله تعالى لنا مثلاً بشيء آخر .. كيف يحيي الموتى ( وهو الذي يرسل الرياح بشرى بين رحمته حتى إذا أقلت سحاباً

ثقالاً سقناه لبلد ميت ) أرض صحراء ميتة لا شيء فيها تراب وحجارة .. ( فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات ) ثم

نرى من بين الحجارة نبتة تخرج .. من أين جاءت الحياة ؟ من أين جاءت لهذة الصحراء ؟ .. فيكفينا القرآن ببساطته وإعجازه ..

فعندما ننشغل بالآخرة لا ننسى نصيبنا من الدنيا .. بل نحن نستفيد من الدراسة العميقة للآخرة .. فنذكر لكم بعض الفوائد في

دراسة الآخرة .. أول فائدة طبعاً أن الإيمان بالبعث الإيمان بالآخرة أساس في العقيدة ولا نكون مؤمنين إلا بها .. وما قيمة

الإنسان بلا إيمان يقول الله تعالى ( والطور ) ( وكتاب مسطور في رق منشور ) ( والبيت المعمور ) ( والسقف المرفوع )

( والبحر المسجور ) يقسم الله ثم يقسم ثم يقسم ( إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع ) .. قضية لابد أن تثبت في النفوس ..

وفي آيات الكتاب الأولى بعد الفاتحة في سورة البقرة وفي أوائلها أن من أهم صفات المؤمنين ( الذين يؤمنون بالغيب ) بدون

الإيمان بالغيب لا تكون هناك عقيدة ..وفي الآية الأخرى ( وبالآخرة هم يوقنون ) اليقين يعني الإيمان بلا تردد ولا شك ..

وعندما نمدرس الآخرة نؤسس الإيمان ولا حياة بلا إيمان ... والأمر الثاني أن المسلم مطالب بالعمل لأجل الخير ودفع الشر ..

يقول عز وجل ( ثم توفى كل نفس ما كسبت ) الذي تفعله تلقاه ( وهم لا يظلمون ) فلا بد من جزاء للعمل .. الفائدة الثالثة

أنه بلا آخرة يعيش الإنسان في عذاب نفسي .. هذا المجرم الذي قتل متنعماً ومات في هذا النعيم ، لوجاء طاغية وظلمك

لاسمح الله وهتك عرضك وأخذ مالك وشردك كما يحدث لكثير من أبناء الأمة اليوم .. ويعيش هو منعم ويعيش هؤلاء في تعاسة ..

ما شعورهم لو كان لم يكن هناك آخرة ؟ .. ماذا سيحدث لهم ؟ .. إن لم يأمنوا بأن هناك أمل .. وهناك رجاء لإقامة العدل ..

وإقامة الجزاء .. ( بل إدارك علمهم في الآخرة ) ( بل هم في شك منها ) ( بل هم منها عمون ) .. ( من عمل صالحاً فلنفسه )

( ومن أساء فعليها ) ( وما ربك بظلام للعبيد ) ( فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره ) ( ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره ) ..

والإيمان بالآخرة يحفظ الناس من المحرمات .. ويحفظ حياة البشر من الصراع والتقاتل لأجل الدنيا .. ما الذي يمنع الناس

من السرقة ؟ " الرقابة البشرية " .. فإذا أمتنع الرقيب كما حدث في نيويورك في سنة من السنوات عندما انقطعت الكهرباء فجأة

في نيويورك .. في تلك الليلة يسرق أثنين بليون دولار .. ما الذي سيمنع الناس بأن يفعلوا مثل هذا .. ما الذي يمنع الناس من

أن نتعامل مع الزكاة كما يتعامل الأمريكان مع الضرائب .. حيث أثبتت الإحصائيات بأن ما نسبته 80 % من المجتمع

الأمريكي يتهربون ويتلاعبون من دفع الضرائب ! .. ونحن أمة محمد نقدم على دفع الزكاة والصدقات طوعاً .. الإيمان

بالآخرة يحفظ المجتمعات .. ويدفع الإنسان للحياة المنتجة الجادة .. رغم قصر الحياة .. كم سنعيش ؟ .. 100 سنة ؟ 200

سنة ؟ .. كم وزن ذلك في الآخر؟ .. الخالدة ؟ فيشعر أنه لابد أن يبذل الجهد ويستعجل .. قبل فوات الأوان .. أبو الدحداح

رضي الله عنه رئي في أواخر عمرة بعد ما بلغ من العمر عتيا يزرع شجرة جوز .. فسؤل لم تزرع شجرة جوز وهي لن

تنبت ولن تثمر إلى بعد سنين .. فقال إن لم تنفعني تنفع غير ولي أجرها .. ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ) ..

( والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ) .. ( وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير ) ..

....................................

يسلموووووووو على الموضوع

مشكوره جزيل الشكر

يعطيج العافيه