ما زلت أنظر للبعيد ..
حيث الشمس هناك تغيب..
تأملت الطير وهو يحلق مطربا بأحلى أنغامه..
فقلت لنفسي: إلى أين سأرحل؟
فلقد قُيد مصيري فأين المسير؟
التفت حولي ..
الناس حولي يضحكون ، وهناك من يلعب والآخر يجري ..
إلا أنا جالسة هنا أرتقب مصيري..
أرسلت للبحر آهاتي ..
فقلت لهُ: أرشدني يا بحر فالكل ضدي..
أنظر هناك حيث الطيور فمستقبلي هناك..
ولكنهم ظنوا بأن مستقبلي بهذهِ الأرض دون التحليق ..
يا بحر أرشدني وقل لي أين الصواب؟
أأتمسك برأيهم ؟ أم برأيي ؟
فأنا بحيرة..
إن تمسكت برأيي .. سيكتمون الغيظ ويعلنون علي الحرب..
وأما إن وافقتهم سيسعدون ولكني ،، سأتحطم..
لا ادري بصراحة يا بحر ماذا أختار؟
طريقي أم طريقهم ؟
سؤال يطاردني دون جواب..
يا بحر ماذا ينجيني من حيرتي؟
أخاف بأن أمشي بدربهم فأتعثر ..
وخوفي بأن أتمسك برأيي ..
فيضيعون مني..
يا بحر أخبرني وأرشدني فكلي حيرة ..
فأطرقت رأسي ونزلت دمعتي على خدي تواسي نفسي المتألمة..
جاءتني رغبة بأن أبكي ..
بأن أحتضن فؤاداً وأشتكي..
ولكن لمن؟
فالكل سيقول لي اتبعي طريقهم ، ولا تغضبيهم..
يا بحر لمن أشتكي ؟
من احتضن ؟
كم من المرات أظهرت ابتسامتي لأعلن عن بهجتي ولكن بالقلب طعونٌ وجروح..
فعاودت النظر للتراب الذي افترش تحتي..
فرسمت بعض الخطوط لا أعلم ما أكتب.؟
أأضيع مستقبلي ؟ أم أهلي؟
فمستقبلي هناك يلوح لي ، وأنا واقفة هنا بلا حراك..
بل محتارة .. وزادت حيرتي دمعاتي..
آآهٍ ماذا أقول ؟ فليس لدي الكثير لأقوله لك يا بحر..
::مرات دقائق وأنا على هذهِ الحال ساكنة أتأمل الموج أمامي::
وأيقظني من كابوسي صوت أبي يناديني للعودة للحقيقة بل للعالم لأستوعب ما حولي..
التفت إليه فابتسمت ..
ونهضت عن ذاك الفراش الرملي ..
تقربت من البحر وصافحته ..
فقلت له: يا بحر أظنني سأختار دربهم كي لا يضيعوا مني..
ودعني أتحطم ، فلربما كان طريقهم أأمن..
وداعــــــاً يا بحر ..
وتركت البحر خلفي وعدت إلى دياري محملة معي آلامي ..
فيا ربي أعني على اختيار الصواب